مقدّمة
منذ القدم، اشتهرت لبنان بحرفها اليدوية التي تعكس روح الإبداع والجمال في تفاصيلها الدقيقة. من صناعة الفخار والنحاس إلى التطريز والنسيج وصابون الزيت الطبيعي، كانت الحِرفة جزءًا لا يتجزأ من هوية الشعب اللبناني وثقافته. ومع مرور الزمن، ظلّ هذا الإرث حيًّا رغم التحديات الاقتصادية والتغيّرات الاجتماعية. واليوم، يعود هذا الفنّ إلى الواجهة من جديد من خلال سوق لبنان، المنصّة التي تجمع الحرفيين اللبنانيين تحت سقفٍ رقميّ واحد لعرض منتجاتهم محليًا وعالميًا

الحِرفة اللبنانية في الماضي
في الماضي، لم تكن الحِرفة مجرّد مهنة بل أسلوب حياة. فالحرفيّ اللبناني كان يورّث أسرار الصنعة من جيل إلى آخر، محافظًا على الأصالة والجودة. كانت الأسواق القديمة في بيروت وطرابلس وصيدا تعجّ بالحرفيين الذين يبدعون في صناعة الأواني النحاسية والمفروشات المطرّزة والسجاد اليدويّ. تلك المنتجات لم تكن مجرد سلع، بل كانت مرآةً تعكس روح القرية اللبنانية وقيمها القائمة على العمل والإتقان والجمال

الحاضر والتحديات الجديدة
مع دخول العصر الرقمي وتراجع الأسواق المحلية، واجه الحرفيون صعوبة في الوصول إلى الزبائن الجدد. إلا أنّ سوق لبنان جاء ليقدّم الحلّ. فقد جمع بين التكنولوجيا والهوية الثقافية، فصار المنصّة التي تربط بين الحرفي اللبناني والمستهلك الباحث عن الجودة والتميّز. من خلال هذا السوق الإلكتروني، يستطيع الزبائن اكتشاف منتجات يدوية أصيلة — من الصابون الطبيعي والعطور المحلية إلى الزخارف الخشبية والقطع الفنية — تُصنع بحبّ وتروي قصة كلّ صانعٍ لبنانيّ

بين التراث والابتكار
ما يميّز الحرفي اللبناني اليوم هو قدرته على المزج بين التراث والابتكار. فالكثير من الحرفيين دمجوا التقنيات الحديثة بالأساليب التقليدية لصناعة منتجات تلائم الذوق العصريّ من دون أن تفقد روحها الأصيلة. سوق لبنان (Souk Lebnen) يشجّع هذا التطوّر عبر دعم الحرفيين وتسويق أعمالهم بأسلوبٍ عصريّ يليق بجودة منتجاتهم، ليُظهر أنّ الإبداع اللبناني لا حدود له، وأنّ الماضي ما زال يعيش في كلّ قطعة تُصنع بالأيدي اللبنانية

خاتمة ودعوة للتفاعل
إنّ الحِرفة اللبنانية ليست مجرد منتج، بل رسالة حبّ من لبنان إلى العالم. ومن خلال سوق لبنان، أصبحت هذه الرسالة تصل إلى كلّ من يقدّر الفنّ والتميّز. في كلّ قطعة يدوية، حكاية عن الجهد، والأمل، والانتماء. فبدعمنا للحرفيين المحليين، نحافظ على تراثنا ونمنحه مستقبلًا رقميًا يليق بإبداعنا الوطني. فلنختر أن نشتري لبنانيًا، أن نهدي صناعةً محلية، وأن نُبقي الحِرفة اللبنانية نابضة بالحياة
